No items found.
October 2025
10

الحركة التقدمية الكويتية: اتفاق غزة انجاز مهم يعود الفضل فيه لصمود الشعب الفلسطيني وبسالة المقاومة... ويجب التصدي لمشروع فرض الوصاية الإمبريالية على القطاع وسحب سلاح المقاومة

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

ترحب الحركة التقدمية الكويتية بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الإبادية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتعتبر الحركة أن هذا الاتفاق، رغم أنّه اتفاق حدّ أدنى، إلا أنه اتفاق مهم وهو ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، لا كما يحاول الأمريكان وصفه بأنّه منحة أو أنّه نتيجة إملاءات.

وتتوجه الحركة بالتهنئة إلى الشعب الفلسطيني العظيم، الذي بصموده وإصراره كان الحاضنة والركيزة التي استندت عليها المقاومة في كفاحها البطولي، فأعجز العدو وداعميه وأثبت أن إرادة الشعوب لا تُكسر مهما اشتدّ العدوان وتكاثفت المؤامرات، كما تتوجه الحركة بتحية إجلال وإكبار إلى فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، وسائر التشكيلات الوطنية التي تصدّت ببسالة لآلة القتل والتدمير الصهيونية وأفشلت مخططاتها، وكبّدت العدو وداعميه خسائر فادحة، حتى غدت هذه الحرب غير المتكافئة عبئاً على الصهاينة أنفسهم وعلى حلفائهم الإمبرياليين...كما نقدّر عالياً حنكة الوفد المفاوض باسم المقاومة.

وترى الحركة التقدمية الكويتية أنّ الاتفاق الحالي يمثل الخيار الممكن في ظلّ موازين القوى الراهنة، خصوصاً بعد تواطؤ أغلب دول العالم وتخاذل أغلب الأنظمة الإقليمية وعجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته الإنسانية والقانونية، ولكنه مع ذلك فإنّه إنجاز مهم للحد من معاناة الشعب العربي الفلسطيني في غزة، خصوصاً أنه لم يمنح العدو ما كان يسعى إليه من استسلام أو خضوع، بل أكد مرة أخرى ثبات الفلسطينيين على أرضهم وحقهم في الحياة والكرامة والحرية.

إنّ العدو الصهيوني لم يحقق من حربه سوى القتل والدمار، فقد فشل في استعادة أسراه بالقوة...وفشل في تصفية المقاومة...وفشل في تهجير الفلسطينيين...وخرج من الحرب محملاً بالعار وبموجات غضب شعبي عالمي متصاعد، فضحت أمام الرأي العام الدولي وحشيته وجرائمه، كما كشفت تواطؤ القوى الإمبريالية التي ترعاه وتؤمن له الغطاء السياسي والعسكري.

وتؤكد الحركة التقدمية الكويتية رفضها القاطع لأي وصاية أجنبية على إدارة قطاع غزة عبر ما يسمي "مجلس السلام الدولي"...كما ترفض الحركة أي محاولة لفرض ترتيبات تُفضي إلى نزع سلاح المقاومة، فالسلاح المقاوم هو سلاح الشعب، ووجوده حقّ مشروع يعبّر عن الإرادة الوطنية في التحرر ومقاومة الاحتلال، وإن المقاومة بما تمثله من وعي وكرامة ودماء وشهداء، ستظل صمام الأمان للقضية الفلسطينية وحصنها المنيع.

وتشدد الحركة التقدمية الكويتية على أن القضية لم تنتهِ، وأن الصراع مع الكيان الصهيوني سيبقى صراعاً وجودياً لا ينتهي إلا بتحرير كل شبر من أرض فلسطين والوطن العربي من نير الاحتلال، فبقاء الكيان يعني استمرار الحرب والظلم، وزواله انتصار للعدالة والتاريخ والإنسانية.

وتدعو الحركة قوى الشعوب الحرة الحية في العالم، والأحزاب التقدمية والنقابات والمنظمات الشعبية، إلى مواصلة النضال والتصعيد ضد الكيان الصهيوني وضد الإمبريالية وركائزها المحلية، فالتاريخ أثبت أن هذا العدو لا يلتزم باتفاق ولا يعترف بقانون، وأنه لا يفهم سوى لغة القوة، وإنّ الواجب الأممي والإنساني يفرض استمرار الضغط والمقاطعة والعزل السياسي لهذا الكيان المجرم ومن يقف وراءه حتى تتحقق العدالة وينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه الوطنية والتاريخية.

إنّ الحركة التقدمية الكويتية، إذ تجدّد دعمها الثابت للمقاومة الفلسطينية وحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره، فإنها تؤكد أنّ ما تحقق اليوم هو محطة في مسار النضال الطويل، وأنّ الطريق نحو التحرير الكامل لا يزال مفتوحاً أمام الشعوب الحرة التي لن تنكسر إرادتها ولن تنتكس أعلامها حتى تتحقق الحرية وتُقتلع الصهيونية وتُدحر الإمبريالية.

الكويت في ١٠ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠٢٥