No items found.
July 2025
24

الحركة التقدمية الكويتية: هذا هو الطريق البديل إذا كانت الحكومة جادة بدعوتها لمواجهة عجز الميزانية ولمعالجة الهدر وتنمية الإيرادات غير النفطية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

على ضوء ما ورد في بيان مجلس الوزراء عن اجتماعه الأخير بعد إقرار مشروع مرسوم بقانون باعتماد الحساب الختامي للإدارة المالية للدولة عن السنة المالية ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وما أُعلِن معه عن عجز يقدر بنحو مليار و٥٦ مليون دينار، فقد دعا مجلس الوزراء إلى ما أسماه "ضرورة تضافر جهود كل الجهات الحكومية وتعاونها مع وزارة المالية لمعالجة مواطن الهدر وتنمية الإيرادات غير النفطية".
وإزاء هذه الدعوة الحكومية، فإننا في الحركة التقدمية الكويتية نرى أنّ استمرار الإعلان المتكرر سنة بعد أخرى عن العجز في الميزانية، إنما هو بالأساس أحد مظاهر أزمة الاقتصاد الريعي التابع المعتمد على مورد وحيد ومتذبذب الأسعار، وهذا ما أدّى ويؤدي ليس إلى العجز المتكرر في الميزانية فحسب، وإنما أدّى إلى تآكل الاحتياطي المالي العام للدولة والسحب من احتياطي الأجيال القادمة، ووقوع الكويت في فخّ الديون وتحميل الدولة أعباء إضافية لسدادها وسداد فوائد خدمتها المتراكمة... ونحن نرى أنّ مثل هذه الأزمة مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر، وليس للحل في ظل تحكّم المصالح الرأسمالية الطفيلية، وفي ظل الدور الوظيفي المتخلف والتابع للاقتصاد الكويتي في إطار تقسيم العمل الدولي للاقتصاد الرأسمالي الإمبريالي العالمي عبر التركيز على تصدير النفط الخام، وهيمنة القطاعات غير الانتاجية كالعقار والمضاربة على النشاط الاقتصادي... ومن هنا فإننا في الحركة التقدمية الكويتية نرى أنّ المعالجة الجدّيّة لهذه الأزمة إنما تتمثّل في انتهاج توجهات بديلة ومختلفة تماماً عن النهج المتّبع، ومن أبرز عناوينها:


أولاً: انتهاج توجّه اقتصادي وطني بديل يستهدف بناء اقتصاد وطني منتج ومتطور ومستقل لمعالجة ما تعانيه البنية الاقتصادية الرأسمالية الريعية المشوهة والتابعة من اختلالات هيكلية، يبدأ بتنويع مصادر الدخل والأنشطة الانتاجية، والتوسع في الصناعات النفطية وخصوصاً التكرير والبتروكيماوياية وتطوير قطاع الملاحة والنقل البحري.


ثانياً: وقف الهدر والتنفيع ومكافحة الفساد في قطاعات الدولة ووضع ضوابط تحد من المبالغة في تسعير المناقصات والمشتريات الحكومية، وضبط الأوامر التغييرية.


ثالثاً: تحميل القطاع الخاص مسؤولياته الاجتماعية في تشغيل الشباب الكويتي وتمكينهم من الوظائف القيادية، وفرض نسب متصاعدة للإحلال الوظيفي للعمالة الوطنية في القطاع الخاص، والمساهمة في تمويل الميزانية العامة للدولة عبر دفع ضريبة على أرباح الشركات وضريبة تصاعدية على الدخول الكبيرة، مع ضرورة تحمّل هذا القطاع تبعات اختياراته الاقتصادية، وتشجيع النشاطات الانتاجية في القطاع الخاص، وتقديم التسهيلات والحوافز اللازمة ليسهم في إعادة البناء الاقتصادي وتوازنه، بدلاً من اختلاله الناجم عن غلبة الاستثمارات في قطاعات الاقتصاد الساخنة كالمال والعقار.


رابعاً: عدم الانسياق وراء الدعوات النيوليبرالية الرأسمالية غير المسؤولة لتحميل الطبقة العاملة والفئات الشعبية أعباء العجز في الميزانية وما يسمى "الإصلاحات المالية"، وضرورة تجنّب المساس بالمستوى العام للمعيشة والمكتسبات الشعبية والاجتماعية، ورفض تقليص بنود الإنفاق الاجتماعي الضرورية وتخفيض الدعوم المتصلة بحياة الناس، ورفض التوجّه لاستحداث ضريبة القيمة المضافة المرهقة للمستهلكين ولزيادة الرسوم على الخدمات العامة، والعمل على تحسين مستوى المعيشة والخدمات العامة من تعليم وصحة.

هذا هو هو الطريق البديل إذا كانت الحكومة جادة بدعوتها لمعالجة الهدر وتنمية الإيرادات غير النفطية.

الكويت في ٢٤ يوليو ٢٠٢٥