No items found.
September 2025
8

بيان الحركة التقدمية الكويتية حول العملية البطولية في القدس المحتلة: أينما وُجِدَ الاحتلال وُجِدَت المقاومة

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

إنّ العملية البطولية التي شهدتها اليوم القدس المحتلة لتسقط عشرات الصهاينة بين قتيلٍ وجريح تأتي لتؤكد مجدداً ثبات المعادلة الراسخة بأنّه "أينما وُجِدَ الاحتلال وُجِدَت المقاومة" التي ستظل تنتج الفعل الكفاحي المسلح وتفرضه كأساس من أساسيات المعركة، لتؤكد أنّ جذوة النضال لا يمكن أن تخمد ما دامت أرض فلسطين تحت نير الاحتلال... حيث تأتي هذه العملية البطولية في ظل توسيع العدو لحربه الإبادية ومع تزايد توحشه، وهي من أمثل تعبيرات الشعب الفلسطيني المتمسك بخيار المقاومة على كل شبر من تراب الوطن الفلسطيني المحتل، وعلى وحدة هذا الوطن ووحدة شعبه وإنْ شيّد العدو الجدران وفرّق بالحديد والنار المدن والبلدات وسكانها، إذ أنّ إرادة التحرير أقوى من آلة البطش العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والإعلامية.

ولقد جاءت هذه العملية أيضاً كأحد أشكال الرد الطبيعي على المخططات الصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، لتثبت أنّ محاولات العدو اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه مصيرها الفشل...فمهما أمعن الاحتلال في جرائمه، ستنبت البذور دائماً لتثمر مقاومة متصاعدة تُفشل كل مشاريع التصفية الإبادية، وأنّ المراهنين على هزيمة شعبنا العربي في فلسطين إنما يراهنون ضد مسار التاريخ الطبيعي لأي احتلالٍ مهما تجبّر، وهو الزوال وزوال مَنْ تفيّا بظلاله.

ويجب التنويه إلى إنّ استمرار العمليات المقاومة على امتداد التراب الوطني الفلسطيني، وخصوصاً في المدن والمناطق التي يظن العدو أنّه يحكم سيطرته عليها كالقدس الشريف يشكّل استنزافاً حقيقياً للجيش والأمن الصهيونيين بالإضافة للضغط النفسي والمعنوي، ويثبت معادلة الإرهاق المستمر للعدو، وهو استنزافٌ يتجاوز كونه استنزافاً للكيان الصهيوني القائم كقاعدة متقدمة لقوى الغرب الإستعماري، بل يتجاوز ذلك ليطال تلك القوى ذاتها، الداعمة لحرب الإبادة الصهيونية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الرئيسي للاحتلال.

وفي وجه هذا النضال الفلسطيني الجبار، يصبح لزاماً على قوى التحرر العربية وأحرار العالم، أن يواصلوا تصعيد حملات التضامن والضغط، وأن يحولوا هذا التضامن إلى دعم مادي ملموس، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وعلى جميع المستويات، نصرةً لحق الشعب الفلسطيني العادل في التحرير والعودة وتقرير المصير، فهذا هو الطريق الوحيد الكفيل بإنهاء الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وضمان استقرار الأمة ووحدتها وتقدم دولها وازدهارها، فلا سلامَ ما ظل شبرٌ محتلاً في أي قطرٍ من الوطن العربي على امتداده من مشرقه إلى مغربه.

الكويت في ٨ سبتمبر/ أيلول ٢٠٢٥