No items found.
May 2025
9

مشاركة في المنتدى الدولي الثاني لمناهضة الفاشية في موسكو

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

شارك الرفيقان أحمد الديين ومشعان البراق من قيادة الحركة التقدمية الكويتية في المنتدى الدولي الثاني لمناهضة الفاشية المخصص للذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية، الذي انعقد في موسكو خلال الفترة بين ٢١ و٢٥ أبريل ٢٠٢٥، وذلك بمشاركة وفود من أكثر من تسعين بلداً بمبادرة من الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية.

حيث قدم الرفيق مشعان البراق مداخلتين مهمتين في جلسات المنتدى، تناولتا قضايا سياسية وتاريخية وفكرية راهنة من منظور ماركسي أممي.

في ذكرى مولد لينين ودور الكومنترن في مناهضة الاستعمار

جاءت المداخلة الأولى بمناسبة الذكرى الـ155 لميلاد القائد الثوري فلاديمير لينين، حيث سلط الرفيق البراق الضوء على الإرث الأممي للينين، والدور الجوهري الذي لعبته الأممية الشيوعية الثالثة “الكومنترن” في دعم نضالات الحركة العمالية وحركات التحرر الوطني في العالم.

وأشار البراق إلى التمايز الجذري بين الطابع الثوري للكومنترن والطابع الإصلاحي الانتهازي للأممية الثانية، مؤكداً أن الكومنترن كان بحق حزباً أممياً عالمياً يسترشد بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. كما استعرض أهمية البيان الصادر عن المؤتمر الثاني للكومنترن، بوصفه أول وثيقة أممية تدين المشروع الصهيوني في فلسطين، والتي نصت على أن «مشروع الصهاينة في فلسطين، حيث تسعى الصهيونية بذريعة إقامة دولة يهودية في هذا البلد، الذي يشكّل اليهود فيه أقلية ضئيلة، قد قدمت السكان الأصليين من الكادحين العرب قرباناً على مذبح الاستغلال الانجليزي»، وهذا ما حدث ولا يزال يحدث على أيدي الكيان الصهيوني، الذي يمثّل قاعدة متقدمة للإمبريالية مزروعة على أرض فلسطين العربية.

نقد مصطلح “الفاشية الإسلامية”

أما المداخلة الثانية، فقد تطرقت في شقها الأول إلى مناقشة مصطلح “الفاشية الإسلامية”، حيث شدد البراق على ضرورة التعامل النقدي الجاد مع هذا المفهوم، بعيداً عن التعميمات والابتذال في استخدام المصطلحات السياسية، ويجب أن ننطلق من الواقع كما هو وفق منهج مادي جدلي، وأن لا ننساق وراء مصطلحات لغة الهجاء السياسي.

وقال إن فهم حركات الإسلام السياسي يستوجب مقاربة علمية وتاريخية تراعي ظروف النشأة والمصالح الطبقية التي تمثلها، مؤكداً التمايز بين قوى تقاوم الاحتلال مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين وأنصار الله في اليمن، وبين جماعات رجعية حكمت ضمن أطر التبعية، كالإخوان المسلمين في مصر والسودان.

وركّز البراق على أهمية فضح الجوهر الرجعي لمعظم هذه الحركات، التي تمثل في الغالب مصالح برجوازية طفيلية وتتبنى سياسات اقتصادية نيوليبرالية. ولكنه ذكّر بأن الفاشية، وفق البرنامج التاريخي للحزب الشيوعي السوفييتي، هي “ديكتاتورية إرهابية لأشد عناصر رأس المال المالي رجعية وشوفينية وإمبريالية”، وهي شروط لا تنطبق على الحركات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، وبذلك لا تتوفر فيها شروط تشكلها كأشد عناصر رأس المال المالي رجعية وشوفينية وإمبريالية، فالرأسمالية في بلداننا تابعة كمبرادورية والحركات الإسلامية في معظمها رجعية ومعادية للديمقراطية وتحمل مشروعاً متخلفاً، ولكنها ليست فاشية بالمعنى العلمي. ما يستوجب الدقة في الوصف والتحليل.

الموقف من الصهيونية - نقد جذري واستعادة للرؤية الثورية

في الشق الثاني من المداخلة، دعا الرفيق البراق إلى تصحيح الموقف الثوري من الصهيونية، مؤكداً أن هذه الظاهرة لا تُفهم إلا في إطارها التاريخي كمشروع استعماري استيطاني إحلالي زرعته الإمبريالية لتمزيق وحدة الأمة العربية ونهب ثرواتها وعرقلة تحررها.

إنّ هذا الكيان ليس مجرد دولة احتلال، بل هو أداة استعمارية فاشية قامت على أرض شعبٍ قُتّل وشُرّد، وبدعمٍ لا محدود من الإمبريالية، وإن ما يسمّى بـ”حلّ الدولتين” ما هو إلا وهمٌ أسقطه الواقع والتاريخ، وليس تسويةً عادلة، لأنّه ببساطة يتجاهل جذور الصراع الحقيقي، أي قيام كيانٍ استيطانيٍّ عنصريٍّ أُسِّسَ على إنكار وجود شعبٍ بأكمله.

وأكد البراق أنّ النضال ضد الإحتلال الصهيوني هو جزء لا يتجزأ من النضال العالمي ضد الإمبريالية، وأن كل انتفاضة لشعبنا، وكل معركة نخوضها ضد الصهيونية، وكلّ حركة تحرّر وطنية في وطننا العربي، هي جزء من معركة أوسع ضمن نضال أممي تسعى فيه الشعوب إلى كسر الهيمنة.

وإننا نرفض كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان الغاصب، وندعو إلى مقاطعته ومحاصرته سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، ونشدّد على أهمية بناء ثقافة مقاومة تحررية تعيد الاعتبار للرؤية الثورية تجاه الصهيونية باعتبارها حركة عنصرية استعمارية.

وشدد على أن دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها واجب أممي، ونتطلع إلى تحقيق وحدة وطنية فلسطينية مبنيّة على برنامج تحرّري واضح لا يقبل المساومة على الأرض أو الحقوق أو الهوية.

ودعا إلى أن تكون فلسطين البوصلة والمركز.. يتوحد حولها جماهير الكادحين وقوى التقدّم والحرية في المنطقة والعالم، في معركة واحدة ضد الإمبريالية وتوابعها، وبالأخص الصهيونية بوصفها كأبشع أشكال الفاشية الإرهابية للإمبريالية.

وختاماً، أكّد البراق أن طريق التحرر والاستقلال لا يمر إلا عبر التصدي للكيان الصهيوني وسحقه، وبناء جبهة أممية للتحرر الإنساني للكفاح ضد كل أشكال الاستغلال والاضطهاد.