No items found.
July 2025
17

بيان الحركة التقدمية الكويتية حول العدوان الصهيوني على سوريا

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

ليس غريباً أو جديداً أن يشن العدو الصهيوني عدواناً على سوريا وهو الذي يحتل أجزاء كبيرة من أراضيها، فعدوانه متواصل بلا انقطاع، وإجرامه بحق شعوب أمتنا لم يقف لعقود، منذ أن زُرع الكيان العنصري في منطقتنا، وقد جاء ادعاء الغاصب البائس بـ"حماية الدروز" ذريعة مفضوحة أخرى للتغلغل وتفتيت أوطاننا، فهو الذي يضطهد دروز الجولان المحتل، فالمعادلة بالنسبة للمحتلين "إما الخضوع لهم أو الموت بنيرانهم"، في مقابل معادلة الأحرار "إما النصر على المعتدي أو الشهادة على طريق النصر".

هذا العدو، الذي حوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للشعب الفلسطيني، ولم يسلم من نيران حربه الإبادية شعبنا العربي اللبناني ولا الشعب اليمني ولا الشعب العراقي وحتى جارنا الشقيق الشعب الإيراني، هو اليوم يبرر إجرامه بحق الشعب العربي السوري وعدوانه على الأراضي السورية بحجج "الإنسانية، وحماية الأقليات، والدفاع عن النفس…"، بكل بجاحة يقدم العدو هذا الخطاب الزائف، باستهانة وقحة بعقول العالم.. فعلاً" إن لم تستحِ فافعل ما شئت"، فما دام أنه أَمِن العقوبة فسيظل يسيء الأدب.

لقد حذّرت الحركة التقدمية الكويتية منذ البداية من خطورة غياب المشروع الوطني الجامع في سوريا، ودعت إلى بناء الدولة الديمقراطية الحرة المستقلة على قاعدة مشروع وطني تحرري مقاوم، يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويحمي السيادة.. لا أن ترتهن سوريا لقوى الإمبريالية وتوابعها.. لكنّ التواطؤ الفاضح بين سلطة الثورة المضادة وقوى الإمبريالية وتوابعها، ومنطقها الرجعي الطائفي الذي جاءت به، لم يزد الأمور إلا سوءاً، وفتح الباب واسعاً أمام الكيان الصهيوني وغيره ليتمادوا في عربدتهم.

إن الحركة التقدمية الكويتية تدين الاستقواء بالعدو الصهيوني والتنسيق معه من جهة، وتعتبر ذلك خيانة مهما كان التبرير وتحت أي مسمى كان الفعل الشنيع.. ومن جهة تدين الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، والممارسات الإجرامية بحق الأقليات تحت أي ذريعة… فإذا كان هذا النهج هدفه إرهاب الشعب السوري وإخضاعه لتمرير مشروع إعادة إنتاج التبعية ووأد أي إمكانية للتحرر فحتماً سيصطدم بحقيقة أن الشعب السوري الذي صمد وقدم التضحيات لعقود في مواجهة المحتل وداعميه والاستبداد والإرهاب لن يكون لقمةً سهلة لجشع المحتلين، وسيحبط أهداف المتواطئين، ويقطع الطريق أمام الخونة الذين تسوّل لهم أنفسهم التعاون مع العدو ضد شعبهم ووطنهم.

ومجدداً، تكرر حركتنا الدعوة لضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد وواضح: يواجه، لا يساوم. يتصدّى، لا يُداهن. فعدوان اليوم على سوريا كما هو على فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران ليس إلا مقدمات تمهيدية لمشروع إمبريالي صهيوني لطالما دندن به مجرم الحرب نتنياهو ومن خلفه داعمه وراعيه ترامب، وذلك ما سيطول بضرره كل دول المنطقة وشعوبها. ولن يوقف هذا المسلسل إلا جبهة مقاومة عربية تحررية شاملة، تصوغ مشروعها من نبض الشعوب، وتتقدم لمواجهة مشروع الهيمنة والاستغلال في نضال مفتوح على جميع المستويات حتى التحرير.


«إذا لم تكن إلا الأسنّة مركباً… فما حيلة المضطر إلا ركوبها»

١٧ يوليو ٢٠٢٥