No items found.
November 2025
7

كشف حساب الحكومة بعد سنة ونصف السنة من تشكيلها

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

انطلاقاً مما أكدّت عليه المذكرة التفسيرية للدستور أنّه "من وراء التنظيم الدستوري لمسؤولية الوزراء السياسية، توجد كذلك وبصفة خاصة رقابة الرأي العام، التي لا شك في أن الحكم الديمقراطي يأخذ بيدها ويوفر مقوماتها وضماناتها، ويجعل منها مع الزمن العمود الفقري في شعبية الحكم"، وهي رقابة يفترض أن تشتد أهميتها وتبرز ضرورتها في ظل تعطيل الحياة النيابية، فإننا نقدّم كشف الحساب هذا للحكومة الحالية بعد سنة ونصف السنة من تشكيلها.

(١)

عدم إعلان الحكومة عن برنامج عملها المفترض، رغم تكرار الوعود وتحديد أكثر من موعد لإعلان هذا البرنامج، ما يعني أننا أمام حكومة هي أقرب ما تكون لحكومة تصريف العاجل من الأمور، تعمل من دون خطة أو برنامج.

(٢)

فشل على مستوى الإنجاز

حيث يكفينا دليلاً هنا ما جاء في تقرير المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية لمتابعة الخطة السنوية، الذي كشف أنّ متوسط نسب إنجاز المرتكزات الرئيسية لما يسمى "رؤية "كويت جديدة ٢٠٣٥" بعد ثماني سنوات من إطلاقها لا تتجاوز ٢.٢٥ (اثنان وربع) في المئة فقط، وأنه لم يتم إنجاز أي مشروع بشكل كامل من بين مشروعات الخطة البالغ عددها ١٤١ مشروعاً، فيما لم يبدأ العمل بالأساس في نحو ١٥ في المئة من مشروعات خطة التنمية... فهل هناك مؤشر على الفشل الذريع في الإنجاز أبلغ وأوضح من هذه الأرقام والنسب؟!

وبالطبع لا يمكن هنا التذرّع بأنّ المجلس أو الأصوات النيابية المعارضة هما سبب هذا الفشل في ظل غيابهما!

(٣)

تجاهل استحقاق تحسين مستوى المعيشة

رغم ما يعانيه المواطنون والسكان من جراء التضخم والغلاء، لم تصدر أي قرارات مستحقة بشأن تحسين مستوى المعيشة لزيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية، التي مضى ثلاثة عشر عاماً على آخر زيادة لها في العام ٢٠١٢، حيث تبنت الحكومة على خلاف ذلك تماماً توجهات وسياسات واقترحت تشريعات وأصدرت قرارات تستهدف الضغط أكثر على معيشة الطبقة العاملة والفئات الشعبية، من شاكلة:

١-قرار إلغاء البدلات المالية المقررة في رواتب العديد من الموظفين، مثلما حدث لموظفي مجلس الأمة ومكتب الإنماء وغيرهم.

٢- تراجع الصرف على الرواتب بحدود ٢٦٠ مليون دينار وفق أرقام الحساب الختامي للسنة المالية ٢٠٢٤-٢٠٢٥.

٣- خفض الدعوم، حيث انخفض الإنفاق الحكومي على الدعوم بنسبة تقارب ٢٢ في المئة، وفق أرقام الحساب الختامي للسنة المالية ٢٠٢٤--٢٠٢٥.

٤-زيادة الرسوم والتكاليف المالية مقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات.

(٤)

تزايد أعداد الكويتيين العاطلين عن العمل

على خلاف الادعاءات الحكومية عن تصفير نسبة البطالة في صفوف الكويتيين، فقد كشفت البيانات التي نشرتها الهيئة العامة للقوى المدنية في ١٧ أغسطس ٢٠٢٥ أنّ عدد الكويتيين العاطلين عن العمل بلغ ٢٨٥٨٠ مواطناً ومواطنة غالبيتهم من حملة شهادات البكالوريوس.

(٥)

تنامي الدين العام

ارتفعت إصدارات الدين العام إلى ١.٩٥٠ مليار دينار (مليار و٩٥٠ مليون دينار)، وذلك خلال سبعة أشهر فقط منذ إقرار القانون رقم ٦٠ لسنة ٢٠٢٥ في شهر مارس الماضي، ويلاحظ أنّ هذه الاستدانة جرت في ظل غياب الشفافية حول أسبابها ومجالات صرفها، وعدم وضوح ما إذا كانت ستتوجه نحو المشاريع أو للإنفاق الجاري تحت ضغط نقص السيولة وتذبذب أسعار النفط.

(٦)

التضييق على الحريات

حيث نلحظ التمادي في التضييق على حرية النشر وحرية التعبير عبر  اتساع حملات الاستدعاءات الأمنية ورفع القضايا على المغردين ذوي الرأي المخالف، وكذلك التضييق على نشاط مؤسسات المجتمع المدني من دون سند دستوري أو قانوني عبر إلغاء العديد من الفعاليات والندوات، بما في ذلك المتصلة بالتضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم كله نشاطاً تضامنياً مشهوداً معها.

(٧)

توسع لجنة الجنسية في السحب خارج إطاري التزوير والازدواجية

ها هو ملف سحب الجنسية الكويتية يتوسع على نحو مقلق بما يتجاوز حالات سحب الجنسية بسبب التزوير والازدواجية لتشمل حالات عديدة أخرى من الحاصلين على الجنسية الكويتية من فئة ذوي الأعمال الجليلة وزوجات الكويتيين لا لذنب اقترفوه في غياب وجود محددات قانونية لذلك.

وما يجب الانتباه إليه جيداً هو تنامي متابعة المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية الدولية لقضايا حقوق الإنسان في الكويت وانتقاداتها الشديدة لعدم مراعاة الحكومة المعايير الدولية المقررة بشأنها، وهذا ما لمسه الجميع في مناقشات مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وتقارير انتقادية أصدرتها منظمة هيومن رايتس ووتش ومؤسسة فريدوم هاوس وما نشرته وكالات الأنباء والإذاعات والصحف الأجنبية.

***

ختاماً

رغم هذا كله، يخرج البعض ليدعي أنّ هناك إنجازات حكومية يجب عدم إغفالها، ولكننا عندما نفحص مثل هذه الإنجازات الحكومية المدّعاة نجد أنها إما أن تكون خطوات ناقصة مثل مراجعة ١٨١ قانوناً من القوانين المعمول بها، فيما تجري هذه المراجعة بمعزل حتى عن عرضها على مؤسسات المجتمع المدني المعنية وذات الصلة بها، ناهيك عن عدم وضوح الهدف من هذه المراجعة... أو مثلما حدث في إنشاء دور رعاية النساء المعنفات مع إهمالها وسوء إدارتها.

أو أن تكون هذه الإنجازات الحكومية المدّعاة خطوات متناقضة ومرتبكة مثل التباهي بتسريع تطوير المناهج بينما هناك تأخر غير مبرر لتوزيع الكتب المدرسية وسوء طباعتها وكثرة الأخطاء فيها...أو الإعلان عن توظيف آلاف المواطنين وعدم استكمال إجراءات تعيينهم... أو الإعلان عن مدينة "الصابرية" السكنية الموعودة وإعاقة عملية المباشرة بتنفيذ مشروعها.