No items found.
September 2025
9

موقف الحركة التقدمية الكويتية تجاه الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على سورية

تم النشر بواسطة المكتب الإعلامي
شارك هذا المنشور

يستمر الصمت أمام التجاوزات العدوانية الصهيونية المتواصلة على الأراضي السورية، والتي تعكس الطبيعة العدوانية التوسعية للكيان الغاصب الذي لم يتوقف منذ احتلاله للجولان عام 1967 عن العمل لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، وفرض مخططاته التوسعية العدوانية، التي تتكامل مع ما يسمى "ممر داوود" للسيطرة على منابع المياه الإستراتيجية في جبل الشيخ والقنيطرة، وعلى طرق المواصلات الحيوية التي تربط سورية بمحيطها.

إن هذا العدوان المتواصل لا ينفصل عن مشاريع الكيان الصهيوني التوسعية، بل هو محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، خصوصاً مع اتفاقيات التفاهم والتنسيق الأمني المعلنة والسرية التي نسجتها قوى الثورة المضادة في سوريا مع الكيان الصهيوني عبر قنوات متعددة، وتقديم تنازلات أمنية وسياسية تكرّس الخضوع وتفتح الطريق أمام مشاريع التقسيم.

إنّ الحركة التقدمية الكويتية ترى بوضوح أنّ قوى الثورة المضادة في دمشق قد أمعنت بخطابها الأيديولوجي الرجعي الطائفي المتطرف في تمزيق النسيج الاجتماعي السوري، بالإضافة للتجاوزات والانتهاكات بحق الأبرياء من مكونات اجتماعية مختلفة، وسياساتها التي تعمق الانقسام بين مكوّناته، وتغرق سورية في دوامة من التناحر الداخلي.. كل ذلك بالتوازي مع تقديم التنازلات المتتالية للخارج! للعدو الصهيوني وللقوى الإمبريالية وللطامعين الإقليميين، ما يجعلها شريكاً في مشروع تفتيت سورية.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن التغاضي عن الدور الخطير لبعض العناصر الشاذة التي تقدم نفسها ممثلاً لطائفة الدروز الكريمة والعزيزة، المكون الاجتماعي الذي لطالما برز من أبناءه رموزاً للوحدة الوطنية وللانتماء القومي، كالشهيد سلطان الأطرش، المناضل الوطني السوري، قائد الثورة السورية الكبرى بشعاره الوحدوي التقدمي (الدين لله والوطن للجميع).. وأولئك الذين يراهنون على الاحتماء بالعدو الصهيوني، متوهمين أنّه سيؤمّن لهم حماية أو مكانة، قد خانوا مسيرة الأطرش والوطنيين السوريين ودماء شهداء التحرير والصمود، ونؤكد أنّ العدو لن يحميهم، بل سيورطهم في صدام مع أبناء شعبهم لا مكسب فيه لأحد.. فيما يبقى الموقف الوطني الشريف لأغلبية السوريين الرافضين لهذا الانحراف هو خط الدفاع عن وحدة الشعب السوري ووحدة أراضيه، التي ضحّى بأرواحهم مئات الآلاف عبر العقود دفاعاً عنها.

إنّ واجب القوى التقدمية الثورية في سورية اليوم هو تنظيم صفوفها وتوحيد جهودها، والارتقاء إلى مستوى التحديات التاريخية عبر مشروع وطني تحرري مقاوم جامع، يعيد لسورية دورها الطليعي المتقدم في الصراع مع الكيان الصهيوني وقوى الإمبريالية الداعمة له، ويحافظ على وحدتها ويصون استقلالها ويفرض سيادتها على كل الأرض السورية، ويستنهض طاقات الشعب السوري المقهور في بناء الدولة الديمقراطية العادلة إجتماعياً، بدل الانجرار وراء مشاريع التقسيم والتبعية.

٩ سبتمبر ٢٠٢٥