الحركة التقدمية الكويتية: الصمود والمقاومة سيفشلان مشروع التصعيد الصهيوني لاحتلال كامل قطاع غزة.

إن التصعيد الذي أقدم عليه كيان الاحتلال الصهيوني، عبر ما سُمّي "قرار مجلس الوزراء الأمني–السياسي" الذي صادق على ما أسموه "حسم المعركة ضد حماس" في قطاع غزة، هو في الحقيقة ليس سوى تعبير قديم متجدد عن رغبات الصهاينة وأحلامهم بتصفية القضية الفلسطينية.
إننا في الحركة التقدمية الكويتية نُدين استمرار الصمت الدولي عن جرائم الكيان الصهيوني المتواصلة والتي جاء القرار الصهيوني الإجرامي الأخير كحلقة من مسلسل تمادي الصهاينة بالدعس على القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولة، بعد أن بدأ الكيان بتطبيق خطوات ضمّ الضفة الغربية المحتلة لمغتصباته الإحلالية، في محاولة يائسة لفرض سيطرته الكاملة على أرض فلسطين وشعبها ومصيرها.
لقد كشفت بنود القرار بما تحمله من وقاحة وعنجهية استعمارية عن عمق أزمة الكيان الفاشي، لا عن قوته… فإن "المصادقة على اقتراح مجرم الحرب نتنياهو لحسم المعركة ضد حماس" لا تعبّر إلا عن الفشل السياسي والعسكري المتراكم لدى قيادة الكيان، إذ ثبت بالميدان أن اليد العليا هي للمقاومة الفلسطينية الباسلة، والشعب الفلسطيني رغم المجازر والتجويع، فإنه صامد وصابر ويواجه المشروع الصهيوني ويتصدى له بقوة وحزم.
أما حديثهم عن "استعداد الجيش للسيطرة على مدينة غزة" فهو محض تمنٍّ يائس من جيش مأزوم يترنّح منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ولم يُفلح خلال عامين من الجرائم إلا في تدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والنساء، دون أن يُحقق أي هدف سياسي أو ميداني معتبر، ويعبر عن أزمة جيش الإجرام الفاشي قائد أركانه الذي يعارض خطة الاحتلال الكامل لغزة ليقينه بأن المعاناة التي تنتظرهم أضعاف ما تجرعوه خلال عامين.
وأما "نزع سلاح حركة حماس" فهو وهمٌ دعائي يغطي خلفه يقيناً بزيفه، فالسلاح الذي رُفع بوجه الإحتلال رغم أنفه، واشتدّ عوده رغم الحصار والتآمر، ولم يكُن يوماً برضا الكيان أو الأمريكان حتى يكون لهما سلطة نزعه، ذلك السلاح ليس بندقية وصاروخ فقط، بل هو إرادة شعب مقاوم.
أما مطلب "إعادة الأسرى–أحياءً وأمواتاً" فندعو العدو وداعميه وتوابعه أن يقرأوا جيداً الميدان الذي ثبت خلال عامين من الحرب أنه تحت سلطة المقاومة، وما في هذا الميدان خاضع لشروطها.
وأما "فرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة" فذلك ما يحسن العدو وحلفاؤه الترويج له في المؤتمرات والمقابلات، لكنهم لم ولن يفلحوا بفرضه في ميادين القتال، فتلك غزة التي كسرت القيد في ٢٠٠٥ وأخرجت الصهيانة مدحورين… ولنتنياهو بشارون عبرة لو كان يعقل.
ختاماً؛ فإن "إقامة إدارة مدنية بديلة لا تكون حماس ولا السلطة الفلسطينية”، ليس إلا محاولة فاشلة لإعادة إنتاج إدارة عميلة يحلم بها الاحتلال للتمهيد للتصفية الشاملة للوجود الفلسطيني، وهنا ننبه إلى أن غزة وفلسطين عموماً لطالما كانت محكومةً بالرعب من أصحاب الأرض الذي يخيّم على حياة المحتلّين منذ وطأت أقدامهم الوطن الفلسطيني، وسيُبَدَّد ظلام الموت والدمار ببسالة مقاومي الشعب الفلسطيني، وسينهض بنور تضحياتهم الوطن الفلسطيني الكامل والموحد من البحر إلى النهر من الرماد ليعانق السماء ويومض للأحرار الثائرين بوجه الهيمنة الإمبريالية.
الكويت
في الثامن من آب/أغسطس ٢٠٢٥