مشاركة الحركة التقدمية الكويتية بندوة تضامنية في بيروت تحت عنوان:" نضالات الشعوب والتضامن الأممي "

شارك وفد من الحركة التقدمية الكويتية ضم الرفيقين عضوي المكتب السياسي للحركة أحمد الديين ومشعان البراق في الندوة التضامنية العالمية المقامة في بيروت في أواسط سبتمبر تحت عنوان "نضالات الشعوب والتضامن الأممي" المتزامنة مع فعاليات إحياء الذكرى السنوية ٤٣ لانطلاق "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية - جمول" في العام ١٩٨٢ لمواجهة الاحتلال الصهيوني للبنان، اللتين أقامهما الحزب الشيوعي اللبناني بهذه المناسبة، وشاركت فيها وفود من أحزاب يسارية وشيوعية من ٢٨ دولة.
وقد ألقى الرفيق مشعان البراق مداخلة في الندوة تضمنت النداء الذي أطلقته الحركة التقدمية الكويتية لتعزيز التضامن مع صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني والمقاومة في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية في غزة وللتصدي للعدوان الصهيوني المتواصل على لبنان وذلك انطلاقاً من الربط بين النضال التحرري للفكاك من الهيمنة الإمبريالية والمشروع الصهيوني العدواني الاستيطاني التوسعي، الذي يمثّل قاعدة إمبريالية مزروعة في منطقتنا العربية لحماية مصالح الغرب وتكريس الهيمنة ونهب ثروات أوطاننا وإخضاع شعوبنا.
وفيما يلي أبرز ما جاء في المداخلة:
"في الوقت الذي نتحدث فيه عن نضال الشعوب والتضامن الأممي اليوم، تخوض أمتنا نضالاً ملتحماً مع نضالات الأمم في مواجهة الإمبريالية.. ويسطر شعبنا العربي أعظم ملاحم التصدي والصمود.
فقد استطاعت المقاومة بطوفان الأقصى أن تزيل الغشاوة عن أعين العالم، وتكشف زيف ادعاءات النظام الإمبريالي الجاثم على صدورنا وتجرف كل شعاراته الكذابة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والإنسانية، وبعثرت رياح المعركة الوهم بعدالة هذا النظام المتعفن.. فأصبحت قضيتنا خط تمايز بين الشعوب وحكومات هذا العالم الظالم، بعد أن صارت شاهداً على تهاوي القوانين والأعراف والأخلاق أمام حروب الاستغلال والهيمنة.
إنّ الشعب العربي الفلسطيني يواجه اليوم أكثر حروب التاريخ إجراماً ودموية، بآلة بطشٍ إبادية تقتل وتدمر بدعم قوى الغرب الإمبريالي لم يشهد التاريخ الحديث بقذارتها وهمجيتها ووحشيتها.. إنه الوجه الفاشي المتغطرس للإمبريالية الذي يتجلى بوضوح في الذراع الصهيوني المزروع في أرضنا العربية.. إنّ قطاع غزة اليوم يتعرض لتدمير شامل يهدف من خلاله العدو الصهيوني إلى قتل ما يمكنه من سكان القطاع الصامدين ودفع أهل غزة إلى أطراف جنوبي القطاع وحشرهم، تمهيداً لاقتلاعهم من أرضهم ودفعهم إلى هاوية التهجير عبر معبر رفح نحو أرض سيناء المصرية، في جريمةٍ معلنة منذ أكثر من ٧٠٠ يوم تبث مجازرها المتتالية على الهواء مباشرة أمام ما يسمى بالمجتمع الدولي، المتواطئ مع مشروع إبادتنا الذي يسعى لتحقيقه الصهياينة بالدعم المطلق من الأمريكان.
إنّ اللحظة الراهنة لا تحتمل التردّد ولا الانقسام، فالمخطط الصهيوني يداهم المنطقة كلها بمَنْ فيها.. لقد آن الأوان لقيامة الموقف العربي الموحّد، موقف جدي، مادي ملموس، سياسي وإقتصادي وعسكري، يردع العدو ويُحبط مشاريعه ويعيد الاعتبار لوحدة الأمة المغدورة.
إننا ندعو إلى استراتيجية قومية شاملة، توحّد عناصر القوة في دولنا وشعوبنا، لتجعل من إرادتنا جبهة لا تُخترق، أصلب من الفولاذ، في مواجهة التحدي الوجودي الذي يفرضه التاريخ على رأس جدول أعمال الأمة، للتصدي للكيان الصهيوني ولمَنْ خلفه من قوى الشر الإستعمارية، وفي مقدمتهم رأس الأفعى الإمبريالية، الولايات المتحدة الأميركية.
إنّ المعركة لا تُحسم إلا بإطلاق طاقات الشعوب وحرياتها واستنهاض كل قواها، بنبذ الطائفية والعرقية والقُطرية الانعزالية، وسحق الإنهزامية التي تتغلغل في نفوس الموتورين.. فوحدها الشعوب الحرة، إذا توحّدت، هي القادرة على أن تفجّر طوفاناً يجرف أوهام "إسرائيل الكبرى"، فالأمة الموحّدة لا تُقهر أبدا.
ونحن في الحركة التقدمية الكويتية، نتوجّه بالنداء إلى كل القوى الحيّة في وطننا العربي الكبير.. لكل الأحزاب التقدمية، لكل الاتحادات النقابية والطلابية، للشباب، للعمال والفلاحون… توحّدوا، نظّموا صفوفكم، لنساهم في بلورة مشروع تحرري وطني عربي شامل.. ولنشكّل له جبهة شعبية عربية واسعة، تكون السند الحقيقي والظهير الوفي لحركات التحرر والمقاومة التي تقف اليوم على خط النار، وتقدّم أعظم التضحيات لتبقى راية الأمة مرفوعة.. إنّ هذه الجبهة ليست خياراً سياسياً فحسب، بل هي ضرورة تاريخية في هذه المرحلة الفاصلة في مسيرة التحرر العربي.. نخوضها في حرب شاملة على كل المستويات: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وإعلامية…، ضد ركائز الإمبريالية وقوى الهيمنة والاستغلال.
إننا ننحني إجلالاً أمام صمود الشعب الفلسطيني الجبّار ومقاومته الباسلة، التي تقف شامخة كالجبل، فإنها تمثّل رأس الحربة للأمة بأسرها، وتخوض معركة ضد قاهري الشعوب حول العالم، معركة لأجل الإنسانية في مواجهة الفاشية الوحشية الدموية..، ونؤكد أنّ الكرامة لا تُصان إلا بالمقاومة، وأنّ الأرض لا تُسترد إلا بالقوة، وأنّ النصر ليس وهماً بل عهدٌ بدماء الشهداء ووعدٌ بصمود المكافحين.
من غزة اليوم تُسمع طبول الحرب بين النور والظلام...فلتكن الدافع لكل ضميرٍ حيّ، أن ينخرط في هذه الحرب العظمى لأجل الإنسانية...ولتكن المقاومة الباسلة نبراساً يضيء الدرب نحو التحرير والانتصار على آخر أشكال الإستعمار وأبشعها".
كما شارك وفد الحركة في التجمع الشعبي الحاشد أمام صيدلية بسترس في بيروت حيث انطلقت الرصاصة الأولى لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية - جمول.
وزار الوفد مخيم مار إلياس للاجئين الفلسطينيين، كما زار مقر "جمعية النجدة الشعبية" الإغاثية، وشارك الرفيق مشعان البراق في ندوة أقيمت في مخيم "صبرا وشاتيلا" نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة ذكري مجزرة صبرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين المدنيين على أيدي الصهاينة المجرمين وحلفائهم من حزب الكتائب بعد مغادرة المقاومة الفلسطينية لبنان في العام ١٩٨٢.